Saturday, 25 December 2010

مقابر وادي الملوك


كان وادى الملوك مكاناً لدفن ملوك مصر طوال فترة الدولة الحديثة ويوجد به 62 مقبرة منها 26 مقبرة للملوك والباقى لكبار المسئولين وبعض أفراد العائلات الملكية والكهنة وقد أطلق المصريون على الوادى اسم الجبانة العظيمة رفيعة المقام التى تستخدم لملايين السنين من حكم الفراعنة.

وقد اختير هذا الوادى على وجه التحديد لعدة أسباب سهولة الوصول من وادى النيل كما تسهل حراسته حيث تحيط به التلال العالية بالإضافة إلى جودة الحجر الجيرى الذى تتكون منه جباله وكذلك وجود الجبل الذى يرتفع جهة الجنوب على شكل القرن والذى يمثل هرما طبيعيا وهو الشكل الذى يرتبط عند المصريين بإله الشمس " الإله رع ".

وقد تغير تخطيط المقبرة والطريقة التى نقش بها على مدار الخمسمائة عام التى كان الدفن يتم فيها فى وادى الملوك ويمكن القول أن السبب فى ذلك هو التغيير فى تصور الكهنة لرحلة الملك فى العالم الأخر فتخطيط المقبرة ما هو إلا خريطة للطريق الذى سيسلكه الملك خلال هذه الرحلة والمنقوش والنصوص على جدران المقبرة ما هى إلا كتاب لإرشاده أثناءها. فمعظم مقابر الأسرة الثامنة عشرة كانت
شديدة الانحدار ذات مسقط أفقى على شكل حرف
“ L "
أما فى مقابر الأسرة التاسعة عشرة فقد كان محور المقبرة مستقيم وقل انحداره بينما كانت المقابر الملكية فى الأسرة العشرين أصغر حجما وتكاد تكون مسطحة تماما.

وقد رقمت كل المقابر فالمقابر من 1 إلى 22 رقمت فى القرن التاسع عشر الميلادى على أساس موقعها الجغرافى من الشمال إلى الجنوب أما المقابر
من 22 إلى 62
فهى مرقمة حسب ترتيب اكتشافها بعد ذلك.

وقام عمال المناجم بنحت تلك المقابر باستخدام الأدوات الحجرية وكانوا يسكنون خلف الجبال فى منطقة دير المدينة وقد كان أيضا الفنانون الذين كانوا يقومون بكتابة النصوص ورسم النقوش فى المقابر وكان العمال يعملون فى مجموعات ويستخدمون المصابيح الزيتية للإضاءة وقد علمنا عن هؤلاء العمال والتقنيات التى كانوا يستخدمونها من خلال آلاف الشقافات والقطع المنقوشة التى عثر عليها فى دير المدينة ويمكن أن نرى بوضوح مختلف مراحل نقش المقابر فى مقبرة حور محب رقم 57 فى وادى الملوك.

No comments:

Post a Comment