اليونان هي دولة تقع في جنوب شرق أوروبا، على الرأس الجنوبي لـشبه الجزيرة البلقانية. يحدها شمالا كل من بلغاريا، جمهورية مقدونيا وألبانيا، تركيا ومياه بحر إيجة شرقا، مياه البحر الأيوني والبحر الأبيض المتوسط غربا وجنوبا. تملك اليونان ارثا حضاريا عريقا، يعود تاريخه إلى آلاف السنين إلى الوراء. يعتبر المؤرخون الغربيون اليوم أن بلاد اليونان هي مهد الحضارة الغربية
تبلغ مساحة اليونان حوالي 130 ألف كيلومترا مربع، مقارنة مع الدول العربية، فمساحتها تعادل مساحة كل من الأردن وفلسطين مجتمعة. تشكل الجزر اليونانية حوالي ربع هذه المساحة، حيث يبلغ عددها الإجمالي حوالي 9841 جزيرة. جزيرة كريت هي أكبرهم، حيث تبلغ مساحتها 8260 كم
تقع اليونان في الجزء الجنوبي من البلقان، تفصل قناة كورينث شبه جزيرة بيلوبونيسوس عن أراضي اليابسة اليونانية الشمالية. يبلغ مجمل طول الساحل اليوناني حوالي 15،000 كم ومجمل حدود برية تبلغ 1،160 كم. ما يقارب من 80% مساحة البلاد هي عبارة عن مرتفعات جبلية، جاعلة من اليونان من أكثر بلاد أوروبا ارتفاعا عن مستوى سطح البحر. يحتوي غرب اليونان على بحيرات عدة
سلسة الجبال الرئيسية تدعى بيندوس، يبلغ ارتفاع أعلى قممها 2،636 متر. تعتبر هذه السلسة امتدادا لسلسلة جبال الألب الدينارية، حيث تنحدر جنوبا لتصل في النهاية إلى جزيرة كريت. في الواقع، فإن الجزر الواقعة على امتداد هذا الخط كانت يوما ما عبارة عن قمم لهذه السلسلة الجبلية إلى أن تم تغطيتها بمياه البحر المتوسط،جبل أوليمبيا أو أوليمبوس هو أعلى جبال البلاد، حيث تبلغ ارتفاع قمته 2،925 متر فوق سطح البحر. تقع سلسلة رودوفه (Rhodope) الجبلية في شمال البلاد، تغطيها الغابات بشكل كثيف. تتواجد السهول في شرق اليونان وفي الشمال أيضا. كما أن حوالي نصف مساحة البلاد تغطيها الغابات
مناخ اليونان ينقسم إلى ثلاثة أنواع: مناخ البحر المتوسط، المناخ الألبي (نسبة إلى جبال الألب) والمناخ المعتدل. المناخ الأول يتميز بحرارته صيفا واعتداله شتاءا. تتمع اليونان بمعدل درجات حرارة ثابتة ومعتدلة بشكل عام. تسقط الثلوج في فصل الشتاء على المرتفعات وحتى على أثينا وعلى جزيرة كريت أحيانا
بسبب قرب اليونان من قارتي أفريقيا وآسيا، فهناك العديد من الجاليات الأجنبية المقيمة في البلاد، يشكل المهاجرون معظمهم. أهم هذه الجاليات: الألبان، البوسنيون، العرب (السوريون، العراقيون، المصريون) وغيرهم. يستغل بعض المهاجرون الغير القانونيون اليونان كمحطة عبور إلى بلدان أوروبية أخرى.
اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية واللغة الأولى في البلاد، الذي يعود تاريخها 3،500 سنة إلى الوراء.اللغة المتدوالة الآن في اليونان هي اليونانية الحديثة منها. يبلغ عدد متحديثها في العالم حوالي 15 مليون نسمة، معظمهم في اليونان نفسها
معظم سكان يدينون بالديانة المسيحية الأرثوذكسية. رسميا يضمن الدستور اليوناني حرية الأديان ولا يحدد دينا رسميا للبلاد، ولكن يشير إلى مركز الأرثوذكسية المهم في المجتمع اليوناني. بالنسبة للمسلمين فهم يشكلون ما نسبته 1.3% من السكان، معظمهم من أصل تركي أو بلغاري، وهم مقيمون في تراقيا (شمال شرق البلاد). بالإضافة إلى نحو مليون عامل عربي يقيمون في اليونان بصفة شرعية وغير شرعية لأسباب اقتصادية.ولا يوجد أي مسجد في العاصمة أثينا، وترفض الحكومة التصريح بإقامة مساجد في العاصمة. الموقف قد يكون ناشئا من العداوة التاريخية مع تركيا،هناك أيضا أقليات مسيحية أخرى ك كالكاثوليك والبروتستانت
لعبت العلاقات اليونانية مع كل من الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، تركيا والدول العربية دورا مهما في تحديد توجه السياسة الخارجية على مدى السنين السابقة. فكان لانضمام اليونان إلى الاتحاد الأوروبي عام 1981 أثرا ايجابيا على الاقتصاد اليوناني وداعما للسياسة اليونانية الخارجية مع دول أخرى وخاصة مع تركيا، التي تربطها مع اليونان علاقات مهمة، يشوبها التوتر في معظم الأحيان. تركيا هي الجارة الكبرى لليونان والمنافس الرئيسي لها في منطقة جنوب البلقان وشرق المتوسط وفي حلف الناتو. ترجع أسباب توتر هذه العلاقة إلى مئات السنين إلى الوراء وخاصة منذ بداية الاحتلال العثماني لليونان وحتى الاستقلال في 1821.
تزايدت خاصة مع تزايد النزاعات الحدودية وبعد التدخل العسكري التركي عام 1974 في جزيرة قبرص، التي يجمعها مع اليونان اللغة، الثقافة والدين. اتبعت الحكومات اليونانية السابقة، التي غلب عليها الطابع الاشتراكي، سياسة داعمة للحقوق العربية في الصراع العربي الإسرائيلي، نبع هذا الموقف كتحالف استراتيجي غير معلن بين الدول العربية واليونان، ضد التهديد التركي ودعمها من كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. اليوم تسعى اليونان إلى تركيز علاقاتها الخارجية ضمن اطار العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي
تتبع اليونان سياسة اقتصادية شبه رأس مالية مع وجود قطاع عام كبير ومساهمته بحوالي نصف الناتج القومي الإجمالي للجمهورية. كما وتلعب السياحة دورا مهما في جلب العائدات. كذلك تعد اليونان بلدا رائدا في النقل البحري، حيث تعد الأولى عالميا في امتلاك الحاويات والثالثة من حيث امتلاك السفن التي تحمل علمها. يساهم الاتحاد الأوروبي بحوالي 2،4% من الناتج القومي اليوناني
ثقافة اليونان الحديثة مرتبطة بشكل وثيق بالإرث الحضاري العريق لليونانيين القدماء أو الاغريق. يفتخر اليونانيون بأنهم أول من وضع أسس الديمقراطية والحضارة المدنية. كان للفلاسفة والمفكرين اليونانيين فضل كبير في اكتشاف الكثير من النظريات. لمزيد في هذا السياق، راجع تاريخ اليونان. اليوم يتحدث حوالي عشرة ملايين نسمة فقط اللغة اليونانية، كما أن انتشار الثقافة اليونانية مرتبط إما بالكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، التي تعتبر نفسها مركزا للكنائس الشرقية أو بالمهاجرين اليونانيين في المهجر. كان اليونانيون ينتشرون قبل الفتح الإسلامي في مناطق عدة خارج حدود اليونان الحالية، حيث كانوا على سبيل المثال يملكون معظم أراضي تركيا الغربية الحالية
المطبخ اليوناني تماما كمطابخ منطقة البحر المتوسط، يشتهر باستعمال البهارات، والزعتر البري، والروزماري، والزعتر، والثوم، وعصير الليمون والميرامية هناك أكلات مشتركة كثيرة مع الدول المجاورة وخاصة تركيا ويوغسلافيا السابقة. تشتهر اليونان أيضا بجبنة الفيتا المصنوعة أساسا من حليب الماعز، وسلطة التساسيكي أو سلطة الخيار باللبن والثوم تستعمل اللحوم بكثرة في تحضير الأكلات وخاصة لحم البقر والخنزير. يتناول اليونانيون المشروبات الكحولية في معظم المناسبات اليونانية، مشروب الأوزو هو المشروب الوطني. اقرأ في هذا السياق: مطبخ يوناني
No comments:
Post a Comment