مع فتح العرب لمصر على يد عمر بن العاص عام 640 م، تحولت الحياة الاجتماعية فى مصر تحولا كبير ، فقد تحولت مصر من دولة مسيحية يحكمها الرومان إلى دولة إسلامية يحكمها العرب ، من دولة تتحدث اللغة القبطية إلى دولة تتحدث اللغة العربية . وبدأت أعداد العرب تزداد فى مصر من شبه الجزيرة العربية مع دخول الآلاف من أهل مصر إلى الدين الإسلامي وقد حدث هذا تدرجيا .
كما حدثت زيجات كثيرة بين المسلمين والمسيحيات المصريات وأدى حسن معاملة الحكام المصريين المسلمين إلى ترحيب المصرين بالمسلمين العرب فى مصر وشيئا فشيئا تحولت مصر إلى دولة إسلامية واحدة ذات نسيج شعبى واحد يجمعها المحبة والآلفة والتراحم
وقد اشتهرت بعض العصور الإسلامية بمظاهر خاصة مثل البذخ والترف والآبهة سواء قصور الأمراء والحكام من حيث الأبنية والأثاث ومظاهر المواكب فى أعياد والاحتفالات وكذلك الاهتمام بالموسيقى والغناء وعقد المجالس والندوات فى القصور وفى خلال عصور إسلامية أخرى نجد أن الحياة الاجتماعية تقل مظاهر الترف والبزخ كما حدث خلال العصور القليوبى الذى عاصر حروب الصلبية وسواء حالة الحرب والجهاد أو التقشف التى فرضتها حالة الحرب .
وطوال العصور الإسلامية حافظ شعب مصر على خصائص الحياة الاجتماعية رغم ما تعرضت فيه مصر لتغيرات سياسية واقتصادية وعسكرية وتوافد العديد من الحملات العسكرية أو الانقلابات العسكرية كبيرة مثل دخول العرب أو أنفراد ابن طولون واستقلاله عن العباسيين أو تولى أمور مصر القليوبيين وغزو الفاطميين لمصر أو تولى المماليك الجراكسة والبحرية أمور البلاد إلا أن الحياة الاجتماعية فى مصر الإسلامية ظلت على وتيرة واحد ، تنعم فيها بخصائصها الخاصة بغض النظر عن هذه التغيرات الكبيرة .
No comments:
Post a Comment