Wednesday, 1 December 2010

الفراعنة وقوة الجيش








اعتبرت مصر أكثر أقطار العالم القديم قاطبة حبا للسلام. ولقد وفرت لها حدودها الطبيعية، المتمثلة في الشلال (الجندل) الأول عند أسوان والصحراء شرق وغرب وادي النيل وساحل البحر المتوسط في الشمال، الحماية الكافية من الغزو الأجنبي؛ إلى جانب أن المصريين أنفسهم لم يكونوا مجتمعا من الغزاة والفاتحين. ومن أجل ذلك، فإن البلاد لم تحس الحاجة إلى جيش من المحترفين؛ وبدلا من ذلك اكتفت مصر بتنظيم متواضع لجيش غير متفرغ، وبتسليح ضعيف. ومع ذلك، كانت هناك خدمة عسكرية إلزامية للشباب والفلاحين؛ أوقات الأزمات. وإضافة لذلك، كانت تنتشر فيالق صغيرة من جنود نظاميين في عموم القطر؛ لحفظ النظام، وحماية الأبنية العامة والقصور والجبانات.

وعلى الرغم من هذا، فإن الحروب كانت لا محالة واقعة؛ فلا يمكن تجنبها. ولهذا تكررت صور الملك وهو يؤدب ويطأ الأعداء من الدخلاء؛ عبر تاريخ مصر القديم. وكان قدماء المصريين يشيرون إلى أعدائهم بمسمى "الأقواس التسعة". ويمثل الرقم "9" حاصل ضرب الرقم "3" في نفسه؛ وقد كان ذلك يمثل "جمع الجموع"، فيجمع بالتالي كافة الأعداء. كما عثر أيضا على نماذج خشبية من الجنود الذين يتقدمون في تشكيلات من عشرة صفوف، ويضم كل صف مجموعة من أربعة رجال.
وبدأت مصر تتعامل مع من نوعين من الأعداء. وكان النوع الأول يسيطر على موارد ثمينة سعى إليها المصريون. وباستثناء النوبيين، فإن هؤلاء لم يكونوا- في العادة - يمثلون تهديدا لمصر؛ كغزاة. وأما الأعداء من النوع الآخر؛ فإنهم لم يكونوا يملكون شيئا يمكن أن يغري المصريين، ولكنهم كانوا يمثلون تهديدا مباشرا للمصريين، كقوة غازية. وكان من هذا الصنف الآخر: الليبيون والفرس وشعوب البحر المتوسط. 



وبعد عصر الدولة الوسطى، حكمت مصر أسرة من الملوك الآسيويين؛ عرفوا باسم "الهكسوس".
وقد وفدوا إلى مصر بالجياد والعربات وأسلحة من النحاس؛ وهذه جميعا تبناها المصريون مستقبلا، في جيوشهم. وقد طرد الهكسوس في النهاية من مصر. ولكن تلك الفترة الفاصلة من الحكم الأجنبي قد أدت إلى قيام جيش جديد مقدام محترف، ومسلح بعتاد حربي متطور؛ مثل "الخبش" وهوالسيف المعقوف والقوس المزدوج. وأصبحت مصر قوة عسكرية عظمى، وجاء عصر الدولة الحديثة وأصبحت الاستراتيجية العسكرية المصرية استباقية هجومية ؛ بدلا من كونها دفاعية. 



وقد تكون جيش مصر عندئذ من فرق للمشاة والمدرعات؛ تحت قيادة الملك أو أحد الأمراء. وتشكلت الفرق من نحو خمسة آلاف جندي، وكانت كل فرقة تحمل اسم أحد الأرباب المصرية. ولم يكن كل الأفراد من المجندين إلزامياً، وإنما اختاروا الجندية كحرفة. وقد أصبح الانضمام إلى الجيش غاية حلم كل شاب مصري؛ نتيجة للميزات المتوفرة به. فكانوا يمنحون قطعا من الأراضي المعفاة من الضرائب، إلى جانب الزاد اليومي من الطعام الجيد. وكان هناك دستور للسلوك؛ كان الالتزام به مدعاة فخر الجنود. ومنه: العودة مع الجيش، سالمين إلى أرض الوطن؛ لا شجار بين الجنود؛ طاعة الأوامر؛ وعدم مهاجمة المدنيين أو التعرض لممتلكاتهم.



ويبرز كل من تحتمس الثالث ورمسيس الثاني، خلال عصر الدولة الحديثة، كقائدين عسكريين عظيمين. ومعركة قادش هي من أشهر الحملات العسكرية في التاريخ؛ لأنها أقدم معركة يمكن توثيقها تفصيليا من السجلات المختلفة؛ لطرفي النزاع. وقد دارت رحاها بين رمسيس الثاني والحطيين؛ من أجل السيطرة على الشام وبعد أن تحقق الطرفان من أن النصر لا يلوح في الأفق، وقعت أول معاهدة سلام في العالم. 



وفي بداية حكم البطالمة لمصر، فإنهم اعتمدوا في جيشهم على المقدونيين والإغريق؛ لأن الحروب في ذلك العصر كانت شاطئية. وكانت دراية المصريين بمثل تلك الحروب قليلة؛ فبقي إسهامهم (حينئذ) في الجيش محدودا؛ وأبعد ما يكون عن مواقع القيادة. ولكن بعد التوسع في العمليات العسكرية، خاصة بعد الحروب المتكررة مع الشام، كان على الملك بطليموس الرابع أن يجند نحو عشرين ألف مصري. ويرجع الفضل إلى هؤلاء في تمكين البطالمة من تحقيق على الغزاة السلوقيين؛ من خلال معركة حاسمة عند رفح، عام 217 ق.م. (تصحح في النص الإنجليزي) وعقب ذلك، تحسن وضع المصريين وازدادت قوتهم في جيش البطالمة.
وفي العصر الروماني كان غالبية أفراد الجيش من الرومان؛ خاصة خلال الأعوام المائة والخمسين الأولى من حكمهم في مصر. وبعد ذلك ازدادت أعداد الجنود المحليين؛ إلى أن أصبحوا يمثلون الغالبية العظمى في جيش البيزنطيين بمصر. وكانت الخدمة العسكرية في العصر الروماني تمتد لفترة 25 عاما، وكان يحظر على الجنود الزواج أثناء الخدمة.



وخلال فترات حكم ولاة المسلمين بمصر، احتكر العرب الخدمة العسكرية وحظروها على المصريين؛ إلا في الأشغال المعاونة. لكن سرعان ما اكتشف العرب أن الجنود المصريين كانت لديهم خبرة طيبة في البحر، نتيجة خدمتهم في حروب الإغريق والرومان؛ وهكذا اعتمدوا عليهم في تأسيس قوة بحرية للمسلمين في البحر المتوسط. كما أنهم استفادوا من خبرة المصريين في بناء السفن؛ وهكذا أصبحت مصر قاعدة بحرية، وكانت هناك ترسانات لبناء السفن في الروضة والإسكندرية ودمياط.






السياحة، والتاريخ، وعلم الآثار، معبد الكرنك، السياحة المصرية، والسياح والسياحة العالمية التاريخية، معبد الأقصر، ومعبد أبو سمبل، السياحة الشاطئية، جزر السياحة، رمسيس الثاني، نفرتيتي، كليوباترا، وبرج بيزا وبرج ايفل، ل الهرم وأبو الهول،

No comments:

Post a Comment