Wednesday, 4 May 2011

السياحة في سلطنة بروناي


برونــاي (بالمالايو: نيجارا بروناي داروسلام، بالجاوية: بروني دار السلام) وتعرف رسمياً باسم بروناي دار السلام أو أمة بروناي أو أرض السلام، هي دولة تقع على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا. تنقسم بروناي إلى منطقتين تفصلهما بلدة لمبانج التابعة لولاية سراوق الماليزية التي تحيط ببروناي بشكل كامل باسثناء ساحل بروناي الشمالي المطل على بحر الصين الجنوبي. بروناي هي الدولة المستقلة الوحيدة على جزيرة بورنيو، حيث تتقاسم ماليزيا وإندونيسيا بقية الجزيرة

ترجع  نشأة بروناي للقرن السابع الميلادي عندما كانت دولة لمملكة سريفيجايا تحت اسم 'بوني' أصبحت في وقت لاحق دولة تابعة لإمبراطورية ماجاباهيت قبل اعتناق الاسلام في القرن الخامس عشر. خلال ذروة امتداد امبراطوريتها، امتدت سيطرة السلطنة لتشمل المناطق الساحلية من ما يعرف في هذه الأيام بسراوق وصباح وأرخبيل سولو والجزر الواقعة قبالة الطرف الشمالي الغربي من جزيرة بورنيو. زار فرديناند ماجلان هذه الدولة البحرية في عام 1521 وحاربت إسبانيا في حرب قشتالة سنة 1578. بدأت الإمبراطورية بالتراجع بعد إجبارها على التنازل عن سراوق لجيمس بروك والتنازل عن صباح لشركة شمال بورنيو المسجلة البريطانية.

 بعد خسارة ليمبانج، أصبحت بروناي محمية بريطانية سنة 1888، ثم أقام بها حاكم بريطاني سنة 1906. بعد انتهاء الاحتلال الياباني للبلاد، أعلنت بروناي دستوراً جديدا وخاضت ثورة مسلحة، ثم استعادت استقلالها من المملكة المتحدة في الأول من يناير 1984.أدى النمو الاقتصادي خلال السبعينيات والتسعينيات، والذي وصل معدله إلى 56% ما بين سنتي 1999 و 2008، إلى تحويل البلاد إلى دولة صناعية حديثة.

تحتل بروني المرتبة الثانية في مؤشر التنمية البشرية، بعد سنغافورة، بين دول جنوب شرق آسيا، وتصنف على أنها دولة متقدمة ووفقا لصندوق النقد الدولي، تحتل بروناي المرتبة الرابعة من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد في ظل تعادل القدرة الشرائية

قام أونج ألك بيتاتر بإنشاء بروناي، حيث أدى انتقاله من جارانج إلى مصب نهر بروناي إلى اكتشاف بروناي، حيث تقول الأسطورة أنه هتف بقوله ' برو ناه' (أي "عظيم!" أو "ممتاز!" بالعربية) عندما نزل على الشاطئ، وهكذا اشتق اسم بروناي

أعيدت تسمية الدولة ب "باروناي" في القرن الرابع عشر، ربما متأثرة بكلمة "فاروناي" السنسكريتية (वरुण) التي تعني "البحارة"، لتصبح لاحقا "بروناي"، كما أن اسم بورنيو له نفس الأصل. أما في اسم الدولة الرسمي "نيجارا دار السلام"، فإن نيجارا تعني "دولة" بلغة المالايو، وهي مشتقة أيضا من كلمة "ناجارا" السنسكريتية (नगर) التي تعني "مدينة

بلغت قوة سلطنة بروناي ذروتها ما بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر ويعتقد أن نفوذ السلطنة امتد إلى المناطق الساحلية حيث تقع ما يعرف في هذه الأيام بسراوق وصباح، وأرخبيل سولو، والجزر المحاذية للطرف الجنوب غربي لجزيرة بورنيو. هناك اختلاف حول الفترة التي دخل فيها الإسلام إلى بروناي لأول مرة، إلا أن عددا من الأثار تشير إلى أن الإسلام مورس في الجزيرة منذ القرن الثاني عشر ميلادي. ومن بين الأثار شواهد قبور وجدت في مقابر إسلامية متعددة في بروناي، وخاصة شاهد القبر الذي وجد في مقبرة رانجاس لمسلم صيني اسمه بو كينج شو مينه، حيث دفن هناك سنة 1264، وكان هذا قبل مائة عام على اعتناق أونج الك بيتاتار للإسلام، الذي أصبح لاحقا السلطان المسلم محمد شاه، أول سلطان لبروناي

. "بو" هو اسم عائلة صيني، ووفقا لمؤرخين صينيين، فإنه يميز حامله على أنه مسلم. ووفقا لشاهد القبر، فإن بو كينج شو مينه قدم من مدينة كوانجو الصينية. أثناء حكم سلالة سنج كان التجار العرب والفارسيون يسافرون إلى كانتون (كوانجو) في إقليم كونجتنج، وإلى شوان شو في مقاطعة فوجيان.  لكن قبر بو كنه شو مينه ليس القبر الوحيد لمسلم صيني في مقبرة رانجاس، فهناك قبر مجاور لمسلم صيني آخر اسمه لي شيا زو من مدينة ينك شن (فوكيان) المتوفى سنة 1876 و'ينك شن' هي مدينة أخرى كان التجار العرب يسافرون إليها باستمرار.

 
 ووفقا للسجلات الصينية المذكورة في كتاب "ملاحظات حول أرخبيل ملايو وملكة المجمعة من مصادر صينية" الذي كتبه وليم بيتر جرونفلت سنة 1880، فقد وصل تاجر ودبلوماسي صيني مسلم ،اسمه بو له شي، وهو مشابه لاسم (أبو ليث)، إلى بروناي في القرن العاشر ميلادي. في ذلك الوقت، استقبل ملك بروناي هيانج تا(بونجتو) التاجر-الدبلوماسي الصيني باحتفال رسمي عظيم.وهذا دليل على أن الإسلام دخل بروناي سنة 977. وقد يقول قائل إن التاجر-الدبلوماسي الصيني لم يجلب معه شيئا سوى بعض الهدايا والتحيات من إمبراطور الصين، لكن المثير للاهتمام أن ملك بروناي أرسل وفدا إلى الصين ليرد للإمبراطور واجب التحية، وقد ترأس هذا الوفد مسلم اسمه بو علي (أبو علي).

 بناء على هذه المعلومة، فإن أبو علي تقلد منصبا هاما في حكومة بروناي بما أنه كان سفير بروناي إلى الصين. ومع أن الملك لم يكن مسلما في ذلك الوقت، فإن عددا من أفراد بلاطه الملكي كانوا مسلمين. ادعى عدد من المؤرخين الأروبيين أن بروناي لم تصبح دولة مسلمة حتى القرن الخامس عشر، إلا أن مرجعا صينيا (منج شيه، الكتاب 325)، ذكر أن ملك بروناي سنة 1370 كان ماهوموسا، ويقول البعض أن هذا الاسم يجب أن يقرأ كمحمود شاه. ولكن مؤرخي بروناي المحليين يقولون بان الاسم الحقيقي هو محمد شاه، أول سلطان مسلم لبروناي، حيث كان التجار العرب والفرس والسنديون يزورون بروناي في عهده.

  إلا أن روبرت نيكول ،الذي كان مدير متحف بروناي، جادل في ورقة بحثية بعنوان 'ملاحظات على بعض القضايا الخلافية في تاريخ بروناي' بان الاسم ماهوموسا قد يلفظ كمها موكسا الذي يعني 'الخلود العظيم'، وهو ما يجعله اسما بوذيا. كما يجادل نيكول بأن سلطان بروناي الذي توفي في نانجينج سنة 1408 لم يكن مسلما. إلا أن مؤرخي بروناي يقولون بأن سلطان بروناي الثاني كان مسلما اسمه عبد المجيد حسن.

 
 وطبقا لمؤرخي بروناي، فإن السلطان محمد شاه اعتنق الإسلام سنة 1376 وحكم حتى سنة 1402. وبعد ذلك، صعد على العرش السلطان عبد المجيد حسن، وفي عهده زار المستكشف البحري الصيني المسلم جنج هي بروناي عدة مرات. على الأرجح أن هناك موجتين من التعاليم الإسلامية التي قدمت إلى بروناي، حيث قدمت الأولى عن طريق التجار القادمين من الجزيرة العربية وبلاد فارس والهند والصين. أما الموجة الثانية فحدثت بعد اعتناق السلطان محمد شاه للإسلام، ومع الموجة الثانية، انتشر الإسلام في بروناي بوتيرة متسارعة.

 قاد الشريف علي، الذي يرجع نسبه إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من خلال أحفاده الحسن والحسين رضي الله عنهما، نشر الإسلام في بروناي، حيث وصل الشريف علي إلى بروناي قادما من الطائف، ولم يلبث إلا فترة قصيرة قبل أن يتزوج ابنة السلطان أحمد. قام الشريف على ببناء مسجد في بروناي، ونشأت علاقة بينه وبين عدد من دعاة الإسلام في المنطقة مثل مالك إبراهيم الذي ذهب إلى جاوة والشريف زين العابدين في ملكه والشريف أبو بكر في سولو والشريف كيبنج سوان في مندناو.



 أصبح الشريف علي سلطانا لبروناي بعد أن استلم الحكم من والد زوجته، وعرف بلقب 'سلطان البركة' لما عرف عنه من التقوى والصلاح. كان السلطان علي يخطب في الناس في صلاة الجمعة، ولذلك لم يكن سلطانا فحسب، بل كان أيضا إماما علم شعب بروناي الدين الإسلامي.


 ووفقاً لتوماس ستامفورد رافلز في كتابه "تاريخ جاوة"، فإن الأنشطة الإسلامية للسلطان علي لم تكن مقتصرة على بروناي فحسب، بل امتدت إلى جاوة حيث قام بالدعوة للإسلام، وعرف هناك باسم "راجا شرمن"، كما دعا برابو أنكا وجايا ملك إمبراطورية مجابهيت للإسلام. أدت جهود سلطنة بروناي للدعوة للإسلام إلى نشر الإسلام خارج جزيرة بورنيو حتى وصلت إلى جزر الفلبين الجنوبية. عندما سقطت ملقة بيد البرتغاليين سنة 1511 لعبت بروناي دورا رئيسيا في نشر الإسلام في الإقليم.

 ترسخ الإسلام في بروناي في القرن السادس عشر، وبنت بروناي أكبر مساجدها سنة 1578، حيث زاره المسافر الإسباني ألنسو بلتران، ووصفه بأنه مكون من خمسة طوابق ومبني على الماء.والأرجح أن الطوابق الخمسة رمزت إلى أركان الإسلام الخمسة. وفي يونيو من العام ذاته، قامت اسبانيا بتدمير المسجد.

 أدى التأثير الأوروبي إلى القضاء على بروناي كقوة إقليمية، حيث خاضت بروناي حربا وجيزة مع اسبانيا، احتل خلالها الإسبانيون عاصمة بروناي، ولكن الحرب انتهت بانتصار بروناي رغم خسارتها لعدد من أراضيها. وصلت سلطنة بروناي ذروة ضعفها في القرن التاسع عشر، عندما خسرت بروناي معظم أراضيها للملوك البيض حكام سراوق، وهو السبب في كون بروناي حاليا صغيرة المساحة ومقسمة إلى منطقتين منفصلتين. أصبحت بروناي محمية بريطانية سنة 1888 حتى سنة 1984، واحتلتها اليابان ما بين 1941 و 1945 خلال الحرب العالمية الثانية. حصلت ثورة صغيرة ضد الملكية سنة 1960، إلا أنها أخمدت بمساعدة من المملكة المتحدة، وعرف هذا الحدث بثورة بروناي. كانت الثورة أحد أسباب فشل فدرالية شمال بورنيو، كما أثرت جزئيا في قرار بروناي بالانسحاب من الفدرالية الماليزية

تتكون بروناي دار السلام من جزأين منفصلين بمساحة إجمالية قدرها 5,766 كم2 (2,226 ميل مربع). يعيش 77 ٪ من السكان في الجزء الشرقي من بروناي بينما يعيش حوالي 10,000 شخص في الجزء الجبلي الجنوبي الشرقي (إقليم تيمبورونغ). يبلغ مجموع سكان البلاد من 428,000 (2010) يعيش 130,000 منهم في العاصمة بندر سري بكاوان

المدن الرئيسية الأخرى هي المدينة الميناء موارا والمدينة المنتجة للنفط سيريا والقرية المجاورة لها كوالا بيليت. يوجد في نطقة بانغا من إقليم بيليت أعداد كبيرة من المغتربين نظراً لمركز شركة شل الملكية الهولندية ومرافق الإسكان والترفيه التابعة للجيش البريطاني. تقع حديقة جيرودونغ والتي هي حديقة تسلية مشهورة جداً في الغرب من بندر سري بكاوان. يقع معظم بروناي ضمن أراضي الغابات المطيرة المنخفضة الإيكولوجية لبورنيو والتي تغطي معظم الجزيرة ولكن توجد أيضاً مناطق الغابات المطيرة الجبلية الداخلية

مناخ البلاد هو مناخ الغابات الاستوائية المطيرة. متوسط درجات الحرارة السنوي هو 27.1 مئوية (80.8 فهرنهايت) حيث يبلغ متوسط نيسان/أبريل - أيار/ مايو 27.7 مئوية (81.9 فهرنهايت) ومتوسط تشرين الأول/ أكتوبر - كانون الأول/ ديسمبر 26.8 مئوية (80.2 فهرنهايت

أطلقت بروناي دار السلام في يوليو/ تموز 2009 مخطط العلامة التجارية الوطنية "بروناي حلال"  والذي يسمح للمصنعين في بروناي والدول أخرى استخدام علامة بروناي حلال التجارية لمساعدتهم على اختراق الأسواق المربحة في البلدان التي فيها أعداد كبيرة من المستهلكين المسلمين. بناء على تصور السلطنة فإن استخدام العلامة التجارية بروناي حلال يضمن للمستهلكين المسلمين امتثال الشركات بالقوانين الصارمة المتعلقة بالتعاليم الإسلامية. تهدف بروناي أيضاً إلى بناء الثقة في العلامة التجارية من خلال استراتيجيات من شأنها ضمان سلامة المنتجات الحلال والامتثال الصارم بالقواعد التي تنظم الحصول على مصادر للمواد الخام وعمليات التصنيع والنقل والإمداد والتوزيع.

 يعتقد بأن العلامة التجارية بروناي حلال هي أول محاولة موفقة لوضع علامة حلال تجارية عالمية من شأنها أن تجني العائدات التجارية المحتملة من خلال تلبية احتياجات المستهلكين المسلمين في العالم. أنشئت شركة جديدة مملوكة لحكومة بروناي باسم وفيرة القابضة لتكون صاحبة العلامة التجارية بروناي حلال. دخلت وفيرة في مشروع مشترك مع بروناي الإسلامية العالمية للاستثمار وشركة كيري اللوجستية المحدودة التي مقرها هونغ كونغ لتشكيل شركة الغانم الدولية للأغذية. تنظم شركة غانم الدولية استخدام العلامة التجارية بروناي حلال. يلزم المنتجون الراغبون في استخدام العلامة التجارية بالحصول أولاً على علامة بروناي حلال (أو شهادة تبين مطابقة التصنيع والذبح لأصول الشريعة) من خلال وزارة الشؤون الشرعية من قسم مراقبة الأغذية الحلال. يمكن لهم بعد ذلك الاتصال بشركة غانم للحصول على العلامة التجارية


No comments:

Post a Comment