عرف المصرى القديم أن الزواج من أهم عوامل المجتمع الصالح، فتكوين الأسرة عند قدماء المصريين أمر بالغ الأهمية وكان الرجل يوصى أولاده بها وما أن يكبر الأبناء حتى نجد ان الوالدين يبدأن فى البحث عن الزوجة الصالحة لابنهما ليخلدوا بأولاده ذكراهم ويساعدونه فى أعماله.
ونجد أن الحكماء مثل الحكيم " بتاح حتب" ينصح ابنه بالزواج، فيقول له: " إذا كنت رجًلا حكيمًا فكون لنفسك أسرة". وهناك أيضًا حكيم آخر يوصى ابنه "بأن من كان حكيمًا يتخذ له فى شبابه زوجة تلد له أبناء. فأحسن شئ فى الوجود هو بيت الإنسان الخاص به ".
وكذلك الحكيم "انى" قال: " يتخذ المرء لنفسه زوجة وهو صغير، حتى تعطيه ابنًا تقوم بتربيته وأنت فى شبابك وتعيش حتى تراه وأصبح رجلاً أن السعيد من كثرت ناسه وعياله فالكل يوقرونه من أجل ابنائه".
وقد كان الحكماء، مثل: " إنى" ينصح ابنه بقوله " أطع أمك واحترمها، فإن الإله هو الذى أعطاها لك، لقد حملتك فى بطنها حملاً ثقيلاً ناءت بعبئه وحدها، دون مساعدة وعندما ولدت قامت على خدمتك أم رقيقة لك، ثم أرضعتك ثلاث سنوات..... الخ. فتذكر أمك التى ولدتك لا تدعها تلومك وترفع كفها إلى الإله فيسمع شكواها.وهنا نجد اهتمام المجتمع بالأم التى من أهم دعائم المجتمع وركيزته بعد زوجها فى المجتمع المصرى القديم. كذلك اهتم المجتمع المصرى بالعمل على قوة الروابط الأسرية بين أفراد الأسرة حيث ينصح الحكماء الأزواج بحسن معاملة الزوجة، فيقول أحد الحكماء: أحبب زوجتك فى البيت كما يليق بها وأملا بطنها بالطعام واكسُ ظهرها بالملابس.
أسعد قلبها ما دامت حية، لأنها حقل طيب لزوجها. وجعل الحب هنا بين الزوجين أساس العشرة الزوجية وهذا ما جسده الفنان المصرى فى كل المناظر الجدارية التى قام برسمها داخل جدران المقابر للأفراد، وكذلك تماثيل الأسرة وفى بعض التماثيل الملكية.
كذلك يوصى الحكماء الزوج بأن يكون ودودًا، حيث يقول: " لا تكن فظًا ولا غليظ القلب، لأن اللين يفلح معها أكثر من القوة. انتبه إلى ما ترغب منه وإلى ما تتجه نحوه عينيها واجلبه لها، فبهذا تستبقها فى منزلك وتجعلها تقيم فى دارك، وتسعد إذا كانت يدك معها تعاونها. والمقصود هو العمل على دوام الاستقرار فى البيت بين الزوجين.فكانت المصرية العادية الزوجة المهتمة بشئون المنزل تعتبر الركيزة الأولى فى الاستقرار العائلى بما عليها من واجبات إعداد الطعام وتنظيف المنزل وحياكة الملابس والاهتمام بالأعمال الخاصة فى مساعدة زوجها سواء فى العمل أو الزراعة وذهابها إلى السوق إلى جانب تربية الأبناء وتعليمهم، لذا نجد عند كبر سنها تلقى احترامًا وتبجيلاً من الزوج والأولاد وبهذا كانت للمرأة المصرية مكانة مميزة فى الأسرة والمجتمع، وكانت يطلق عليها لقب "نبت بر" ربة المنزل أو " ست الدار" وكانت لها الحرية فى المنزل تديره كما تشاء
كما ذكر الحكماء الرجال والسيدات على عدم الاختلاط بالأجانب سواء من الرجال والنساء والبعد عن الفساد مع المحافظة على كرامة الأسرات وأسرار البيوت، مثل: "لا تدخل بيت إلا عندما يؤذن لك ويقول صاحب المنزل: أهلاً بك.
ومع اختلاف المستويات الاجتماعية للأسر المصرية من طبقة الأغنياء والفقراء وما بينهما كانت تلك المفاهيم والأخلاق والتربية هى السمة التى يجمع عليها الغنى والفقير
No comments:
Post a Comment