لم يكن للعرب فن خاص بهم ، ولكنهم عندما فتحوا مصر وسوريا والعراق وإيران تبنوا الفنون الرفيعة الراقية فى هذه البلاد . ثم بدأ أسلوب إسلامى ناشئ ينمو تدريجيا مشتقا من مصدرين فنين : وهما الفن البيزنطى والفن الساسانى . وكانت الآثار المسيحية فى مصر وسوريا والعراق أساسيا لعديد من المنحوتات والمنسوجات والمنتجات الأخرى .
ونستطيع أن نجد تأثير هذه المصادر الفنية الثرية فى المنسوجات من حيث زخارفها الهندسية والنباتية وكذلك الألوان . كذلك التصوير والرسوم الحائطية والخط العربى والتذهيب وهذا واضح بتزين المصاحف وخاصة أولى الصفحات بالرسوم النباتية المذهبية والملونة مع تنوع الخطوط من كوفى ونسخى والطومار وغيرها . كذلك كان تجليد الكتب من أحد الفنون الذى أبدعها الفنان المسلم من استخداماته للجلد والورق المضغوط وكذلك استخدام القص واللصق . وتزويد الكتب بالرسومات والصور المرسومة والملونة
كذلك نجد أن فن النحت على الحجر والجص سواء المساجد أو القصور والمنازل أخذ باع كبير مستمداً أصوله من نفس المصادر
وكان للتحف المعدنية سواء النحاس أو الفضة للأوانى والأطباق وكذلك البرونزية نصيب كبير من اهتمام الفنان المسلم ، بتزين الأوانى بزخارف هندسية ونباتية وطيور وحيوانات وحلى من الذهب وادخل أيضا أسلوب التكفيت للبرونز بالفضة إلى جانب الأوانى كان هناك الأسلحة والدروع والخناجر والخواذ للرأس التى صنعت من البرونز أو الفضة أو الذهب والتى زخرفت بكل أنواع الزخارف سواء هندسية أو نباتية أو خطوط وكتابات والتى كان البعض يحرص على كتبة بعض الآيات القرآنية على السيوف والخناجر بماء الذهب ومنهم من كان يكتب اسمه عليه وكان للخزف النصيب الأكبر من إبداع الفنان المسلم والذى اكتسب من الخزف من إيران والعراق ومصر وأضاف إليه من فنه كثير من استخدام الزخارف والتذهيب والطلى وأشهر أنواع الخزف ذو البريق المعدنى الذى يعتبر أجود منتجات الخزف فى العالم الإسلامي وكان مصدر إنتاجيتة فى مصر القديمة
أيضا ازدهرت فنون الزجاج البلور فى إنتاج أكواب وزهريات وزجاجات وقوارير وأباريق برسوم و كتابات وكثرت أنواع زخارفه وألوانه
وكان نصيب النسيج فى مصر كبيرا وكان امتداد للنسيج القبطى وتعددت أنواع النسيج من كتان وحرير والقصب وكان منها مراكز عديدة فى مصر والتى شاع شهرتها فى العالم كله والذى دخل فى العديد من الأغراض مثل الملابس الخارجية والعمائم وكذلك كسوة الكعبة والستائر والمفروشات وقد استفاد الفنان والصانع المصرى من العلاقات التجارية واتصاله بالعالم الخارجى لإدخال العديد من الأساليب الفنية للمنسوجات
ومن أهم أنواع المنسوجات السجاجيد التى أخذت شهرتها الكبيرة فى العالم والمستمد فنها من الفن القبطى . ونجد لكل عصر من العصور الإسلامية مذاق وذوق وتطوير وتنوع كل عصر كان له الفن الخاص به بحيث يمكن للأثرى تحديد عمر المنتج من عناصر زخارفه
فقد استفاد الفنان المصرى من الحضارات السابقة ولكنه أضاف من روحة وإبداعه ما يفى باحتياجات الفنية فى إنتاج فن إسلامى مميز
No comments:
Post a Comment