Friday 6 May 2011

السياحة في مدينة يليتس /روسيا

تقع المدينة في مقاطعة ليبيتيسك على ضفاف نهر بيسترايا سوسنا وتبعد عن مركز المقاطعة 78 كم. وعن العاصمة موسكو مسافة 450 كم. وتبلغ مساحتها 65 كيلومترا مربعا وتعداد نفوسها حوالي 120 الف نسمة

المدينة احدى مدن روسيا القديمة ويعتقد ان تاريخ تأسيسها يعود الى عام 968 . وتجري حاليا الحفريات الاثرية في مركز المدينة التاريخي لتحديد عمر المدينة الحقيقي. وقد جاء ذكر المدينة لاول مرة في السجلات التاريخية عام 1146 باعتبارها مدينة محصنة لحماية حدود امارة ريازان من هجمات القبائل الرحل والرعاة. ويعتبر هذا التاريخ حاليا هو تاريخ تاسيس المدينة

في عام 1395 هاجمت قوات تيمورلنك المدينة ودمرتها ونهبت وسلبت اهلها. في عام 1483 اصبحت تابعة لامارة موسكو. وفي عام 1592 اعيد بناء قلعة المدينة مع مجموعة قلاع اخرى لحماية الحدود الجنوبية - الشرقية للدولة الروسية، واصبحت القلعة نواة مدينة يليتس الحالية

. ومع تقدم حدود الدولة الروسية نحو الجنوب فقدت المدينة اهميتها الدفاعية واصبحت مركزا تجاريا وحرفيا مهما وارتبط مصيرها بالتجارة حيث كان التجار من مختلف مناطق روسيا يجلبون الى المدينة بضائعهم ويقايضونها بالبضائع التي تنتج بالمدينة. لقد كانت المدينة في عهد الامبراطورة يكاترينا الثانية من المدن المزدهرة وبنيت منازل تجارها بالحجر وفيها متاجرعديدة ومتنوعة


. في عام 1770 منحتها الامبراطورة صفة مدينة وصادقت على مخطط بناء المدينة اللاحق، وفي عام 1793 بوشر برصف شوارع المدينة وازقتها بالزلط وصفائح من حجر الكلس، كما وضعت المصابيح الزيتية في الشوارع لانارتها ليلا، وحفرت الابار للتزود بالمياه وهي اول مدينة روسية انشأت فيها فرق لاطفاء الحرائق. انتشرت في هذه الفترة بشكل واسع حرفة الحياكة والتخريم ( الدنتيلا ) التي تشتهر بها المدينة حتى يومنا هذا.

اصبحت المدينة في القرن الـ 19 من المدن التجارية الضخمة ومركزا لتجارة الحبوب والدقيق والمنتجات الحيوانية بحيث تمت مساواتها عام 1846 بمراكز المحافظات والموانئ. وفي عام 1868 تم انشاء شبكة توزيع المياه في المدينة و بوشر بمد خط سكك الحديد وفي عام 1869 افتتحت مدرسة لسكك الحديد

ان من اهم ما اشتهرت به المدينة هو الفن المعماري المستخدم في بناء الكنائس والكاتدرائيات التي بلغ عددها انذاك 14 كنيسة وكاتدرائية واحدة ودير للرهبان واخر للراهبات.

 
خلال الفترة من 1871 – 1874 افتتحت في المدينة مدرستان رجالية ( مازالت تعمل حتى الان وهي المدرسة الاولى ) ونسائية ( حاليا المبنى التعليمي الاول للجامعة ). لقد تطورت المدينة وازدهرت وازداد عدد نفوسها حتى بلغ عام 1897 اكثر من 47 الف نسمة.

في عام 1888 انشأ اول مستودع للحبوب ( صومعة ) في روسيا يتسع لاكثر من 650 طن من الحبوب والذي مازال يعمل حتى يومنا هذا، لقد ساهم هذا المستودع في ازدهار تجارة الحبوب والدقيق الذي كان ينتج في المطاحن المائية العديدة التي انشأت في المدينة وضواحيها


بعد قيام ثورة اكتوبر عام 1917 واقامة السلطة السوفيتية هرب التجار والاغنياء من المدينة، كما تضررت المدينة كثيرا بسبب الحرب الاهلية حيث دمر العديد من مؤسساتها ومبانيها وكان على سكانها اعادة بناء ما دمرته الحرب. وتم خلال الخطة الخمسية الاولى انشاء مصنع لدباغة وتصنيع الجلود ومصنع اخر للكلس ومد خط سكك الحديد الذي يربط موسكو بمنطقة الدنباس والذي يمر عبر مدينة يليتس واسست الكولخوزات والسوفخوزات الزراعية.

في عام 1928 افتتحت في المدينة اول مؤسسة صحية فيها مختلف الاختصاصات الطبية كما انشأت في نفس السنة الاذاعة المحلية. في عام 1933 انجز العمل في انشاء جسر على النهر وفي عام 1934 اعلن عن بدء حملة محو الامية في المدينة وتوابعها. في عام 1936 باشر المصنع الجديد بانتاج قضبان الفحم والاقطاب الكربونية المستخدمة في مختلف الصناعات الكهربائية.وفي عام 1937 بوشر ببناء مصنع البطاريات الذي باشر بالانتاج عام 1940 . في هذه السنة حصلت منتجات الحياكة والتخريم في معرض باريس الدولي على الميدالية الذهبية ودبلوم المعرض

لقد بلغ عدد المؤسسات الصناعية العاملة في المدينة خلال الثلاثينيات 20 مؤسسة مختلفة الانتاج. كما بنيت محطة لتوليد الكهرباء طاقتها 1200 كيلوواط ، وافتتح معهد اعداد المعلمين واخر طبي ومدارس مهنية مختلفة وانشأت المستوصفات ومستشفى ودور السينما والمسارح والمتاحف والنوادي والمكتبات العامة وملعب رياضي

 
بعد فترة من بداية الحرب الوطنية العظمى احتلت القوات الالمانية المدينة خلال الفترة من 3 الى 9 ديسمبر/ كانون الاول عام 1941 الا انها كانت تتعرض باستمرار لقصف الطائرات الالمانية حتى نهاية عام 1943

 . كانت مدينة يليتس قاعدة مهمة بالنسبة لقوات الجيش الاحمر وفصائل الانصار التي كانت تنشط في منطقة اوريول وقوس كورسك اوريول وكذلك لفصائل الانصار في بيلاروسيا، حيث عمل فيها محور سكك الحديد وكذلك مطاران كانا يستخدمان ليس فقط لانطلاق الطائرات نحو الاهداف العسكرية للعدو، بل ولمساندة فصائل الانصار في بيلاروسيا. لقد تعرضت المدينة كغيرها من المدن السوفيتية الى اضرار بالغة بسبب الاحتلال والعمليات العسكرية.

حيث ادت عمليات القصف الجوي للمدينة الى تدمير خطوط سكك الحديد والمؤسسات الصناعية والمباني السكنية في المدينة. ورغم كل هذا تمكن سكان المدينة ان يعيدوا بناء مدينتهم الجميلة بحيث انه في عام 1944 عادت 11 مؤسسة صناعية كبيرة و24 مؤسسة صناعية صغيرة للانتاج، كما افتتح عدد من المدارس والمؤسسات الخدمية والثقافية. لقد استمرت اعمال اعادة بناء المدينة بهمة عالية وبوتائر سريعة بحيث انه بحلول عام 1950 كان الجزء الاكبر من الاعمال قد انجز


في خمسينيات القرن الماضي بدأ في المدينة تطور صناعي ملموس حيث انشأت مؤسسات صناعية كبيرة مثل مصنع السكر ومصنع انتاج الاجهزة والمعدات الهيدروليكية للتراكتورات ومصنع اخر لانتاج العوينات الطبية وغيرها من المصانع. لقد ادى هذا الى توسع المدينة وازدياد سكانها بشكل كبير.

تعتبر مدينة يليتس اليوم من المدن ذات البنية الصناعية المتطورة نظرا لعدد المصانع الكبيرة التي تنتج بضائع مختلفة تسوق الى الاسواق المحلية والاسواق الخارجية كما تعمل مجموعة من المناجم السطحية حيث تستخدم المواد الخام المستخرجة في مختلف مجالات الاقتصاد الوطني، كما تعمل في المدينة مجموعة من مصانع المواد الغذائية والصناعات الخفيفة ومصانع التخريم ( الدنتيلا ) المشهورة عالميا.

تعمل في المدينة مجموعة من المؤسسات التعليمية مثل جامعة يليتس الحكومية المسماة باسم الكاتب الروسي المعروف ايفان بونين التي تضم 17 كلية ومجالس علمية مختلفة. كما تعمل في المدينة فروع لجامعات حكومية واهلية اضافة الى المعاهد المهنية المتوسطة والثانويات المختلفة. وفي المدينة عدد كبير من الثانويات ومعاهد الفنون الجميلة اطلق على احداها اسم الملحن الروسي الكبير تيخون خرينيكوف اضافة الى المدارس الدينية.

تعمل في المدينة 29 مؤسسة ثقافية وفنية مثل مسرح يليتس للدراما ومسرح الشباب ومسارح الرقص وكذلك عدد من النوادي الثقافية والكاليريهات الفنية ومجموعة من المتاحف التاريخية والشخصية وكذلك عدد من المكتبات العامة ودور السينما والكازينوهات.

ادرجت المدينة في قائمة المدن التراثية التاريخية الروسية ( 115 مدينة ) كما ادخلت الى خطوط السياحة. يوجد في في المدينة 226 اثرا معماريا وتاريخيا. ان مركز المدينة التاريخي يحتفظ بعدد كبير من المعالم الاثرية مثل " منزل الحاكم القرن 18 " وكنيسة العذراء التي بنيت في عهد القيصر بطرس الاكبر على طراز " الباروكو" حيث تمتاز بزخارف جميلة للنوافذ والمداخل والاعمدة وتقع الكنيسة تحت حماية الدولة باعتبارها من المعالم التاريخية. كما هناك مصلى بني على شرف ضحايا المعارك مع تيمورلنك. وهناك كاتدرائية الصعود ( القرن الـ 19 ) التي استغرق بناؤها 44 عاما من عام 1845 وحتى عام 1889 . ان الكاتدرائية بناء ضخم جدا حيث استخدم في بنائها اكثر من 10 مليون آجرة. بنيت الكاتدرائية على الطراز المعماري الروسي البيزنطي، وهي من المعالم المعمارية الاثرية في روسيا. ومن الاثار المعمارية والتاريخية الجميلة جدا كنيسة الامراء القديسين الكسندر نيفسكي وميخائيل تفيرسكوي التي بنيت عام 1909 وتعتبر من اجمل واروع كنائس المدينة. كما توجد معالم تاريخية اخرى في المدينة مثل الاديرة والبيوت التي بنيت في القرون 17 و18 و19 . تعمل في المدينة مجموعة من الفنادق السياحية مثل مجمع فنادق يليتس التي تستقبل السياح على مدى السنة وتوفر لهم كل وسائل الراحة

توجد بالقرب من المدينة منطقة تسمى " غاليتشيا غورا جبل غاليتش " وهي محمية طبيعية للنباتات والحيوانات والطيور الجارحة، ومنذ عام 1934 تشرف جامعة فورونيج على هذه المحمية وتستخدمها في الابحاث والدراسات العلمية



No comments:

Post a Comment