Wednesday 4 May 2011

السياحة في تونس/ تونس


تونس بلد يقع في شمال أفريقيا يحده من الشمال والشرق البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب الجزائر(965 كم) ومن الجنوب الشرقي ليبيا (459 كم). عاصمتها مدينة تونس. واسمها الرسمي الجمهورية التونسية. تبلغ مساحة الجمهورية التونسية 162.155 كم2تمتد الصحراء الكبرى على 30 % من الأراضي التونسية بينما تغطي باقي المساحة تربة خصبة محاذية للبحر.

 لعبت تونس أدوارا هامة في التاريخ القديم منذ عهد الأمازيغ والفينيقيين والقرطاجيين وقد عرفت باسم مقاطعة أفريقيا إبان الحكم الروماني لها. وقد دارت حروب بين قرطاج وروما لا تزال إلى الآن أحد أهم حروب العهد القديم كما كانت تسمى مطمور روما لما كانت توفره من منتجات فلاحية. فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي وأسسوا فيها مدينة القيروان سنة 50 هـ لتكون أول مدينة إسلامية في شمال أفريقيا.

تأتي تسمية البلاد من تسمية عاصمتها التي تمتلك نفس الاسم. وتختلف الأراء عن تسمية هذه المدينة. يعتقد البعض أن اسم تونس يعود إلى الحقبة الفينيقية حيث أن عادةً ما تسمى المدينة بألهتها الرئيسية وفي حالة تونس فهي تانيت بعض المدارس العربية رجحت أصل الكلمة إلى جذور عربية من خلال المدينة القديمة ترشيش. كما رجح البعض الأخر أصل الكلمة إلى كلمة تينس التي وصفها ديودورس وبوليبيوس والتي يبدو وصفها قريباً من منطقة القصبة بضواحي تونس حالياًا أيضاً، أشار المؤرّخ التونسي عبد الرحمن بن خلدون إلى أصل كلمة "تونس" التي أطلقت على حاضرة شمال إفريقيّة حيث أرجع اصلها إلى ما عرف عن المدينة من ازدهار عمراني وحيوية اقتصادية وحركية ثقافية واجتماعية

 فقد أشار إلى أنّ اسم "تونس" اشتقّ من وصف سكانها والوافدين عليها لما عرفوا به من طيب المعاشرة وكرم الضيافة وحسن الوفادة كما يوجد تفسير أخر يقول أن الكلمة من جذع فعل أنس الأمازيغي والذي يعني قضاء الليلة مع تغير المعنى في الزمن والمكان، قد تكون كلمة تونس أخذت معنى مخيم ليلي، أو مخيم، أو مكان للتوقف. وهناك مراجع مكتوبة من الحضارة الرومانية القديمة تذكر مدن قريبة بأسماء مثل تونيزا (حالياً القالة)، تونسودى (حالياً سيدي مسكين)، تنسوت (حالياً بئر بورقبة)، تونسى (حالياً رأس الجبل). بما إن كل هذه القرى كانت موجودة على الطرقات الرومانية، فقد كانت بلاشك تستعمل كمحطة لتوقف والإستراحة

تسمية البلاد في اللغات اللاتينية, التي تضيف إليها ia مثل الإنجليزية وهي قد تطورت من تسمية الجغرافيين و المؤرخين الفرنسيين الذين سموها Tunisie -ia, . في أوائل القرن 19 كجزء من جهودهم الرامية إلى إعطاء أسماء للأراضي التي كانت تحتلها فرنسا. كلمة Tunisie المشتقة من الفرنسية تبنتها بعض اللغات الأوروبية مع بعض التعديلات الطفيفة, مما أنتج عن اسم مميز للبلاد. أما بعض اللغات الأخرى فلم تغير التسمية العربية كثيرا, مثال على ذلك التسمية الروسية لتونس Тунис (تو'نس) والتسمية الإسبانية Túnez.

تقع البلاد التونسية بين خطي الطوا 30° و14 دقيقة, و 37° و 13 دقيقة شمال خط الإستواء وبين خطي الطول 7° و32 دقيقة و 11° و36 دقيقة شرق خط غرينيتش

ساحل شمالي يتميز بأنه صخري مرتفع تجاوره أعماق بحرية متعرج فيه خلجان واسعة كخليج تونس ورؤوس كرأس الطيب يلي الساحل سهول ساحلية ضيقة لاقتراب الجبال من البحر أما الساحل الشرقي فهو ساحل رملي منخفض قليل التعاريج فيه خلجان واسعة كخليج الحمامات وجزيرتي جربة وقرقنة

  • الجبال وهي سلسلة واحدة من جبال الأطلس البحري أعلاها سلسلة خمير
  • الهضاب امتداد لهضبة الشطوط في الجزائر تنتهي بسهول رملية فيها شط الجريد
يتألف سطح تونس من سهول ساحلية التي تمتد على السواحل البحرية المطلة على البحر المتوسط وتتسع في الوسط، المناطق الجنوبية هي امتداد للصحراء الجزائرية. تغطي الصحراء النصف الجنوبي من أراضي تونس. يعد وادي مجردة أكبر أنهار البلاد.
تنقسم البلاد إلى ثلاث مناطق كبرى 
  • التل الأعلى الذي يغطي الشمال.
  • الوسط التونسي، حيث الفيافي العليا والمنخفضة التي تنتهي عند الساحل الشرقي.
  • المنطقة الداخلية التي يحدها شط الجريد شمالا، وتتميز تلك الربوع بمساحاتها الصحراوية الشاسعة وبواحاتها الغناء الملتفة حول عدد قليل من منابع الماء. 

تقع في تونس أقصى نقطة في شمال القارة الأفريقية، وهي رأس بن سكة
في تونس ثلاث أصناف من المناخات:
  1. مناخ متوسطي في الشمال تفوق كمية التساقطات 400 مم سنويا
  2. مناخ شبه جاف في الوسط تتراوح فيه كميات الأمطار بين 200 و 400 مم
  3. مناخ جاف بالجنوب تقل فيه الأمطار عن 200 مم سنويا
عرفت تونس أقدم حضارات ما قبل التاريخ وأعرقها، وذلك على مدى كل العصور ما قبل التاريخية:
  • العصر الحجري القديم الأسفل: ويمتد على مئات الآلاف من السنين.
وقد شهد الدور الأول منه ظهور الحجارة أو الحصى المهيأة من قبل الإنسان لاستعمالها كسلاح لصيد الحيوانات أو لقطع الأخشاب. وقد وجدت مثل هذه الأدوات في عدة مناطق بالبلاد التونسية أقدمها بموقع عين برمبة قرب قبلي بالجنوب التونسي حيث عثر على قطع من الحجارة المستديرة المنحوتة إلى جانب عظام حيوانات منقرضة كالفيل العملاق وقد قدر تاريخها بما يقرب من مليوني سنة كما وجدت الحجارة المهيأة في مواقع أخرى منها قصر لمسة بمعتمدية الوسلاتية بالوسط التونسي وبئر بورقبة بولاية نابل بالشمال التونسي 

 
 وفي الدور الثاني من العصر القديم الأسفل ويعرف بالدور الأشولي، ظهرت أدوات أكثر دقة وتطورا وهي عبارة عن فؤوس يدوية، وقد عثر على مثل هذه الأدوات في عدة مواقع سواء بالجنوب في المتلوي والرديف وقفصة أو بالوسط على ضفاف وادي الجبس غير بعيد عن بلدة العلا من ولاية القيروان وفي الشمال: في موقع غير بعيد عن بئر بورقبة وفي موقع آخر غير بعيد عن بلدة بئر مشارقة من ولاية زغوان وتعود تلك الأدوات إلى أكثر من 100 ألف سنة وفي الشمال الغربي، يعتبر موقع سيدي الزين الذي يبعد بحوالي 10 كلم عن مدينة الكاف أهم موقع ما قبل تاريخي حيث عثر فيه على حوالي 800 قطعة أثرية إلى جانب عظام حيوانات يعود تاريخها إلى ما بين 80 ألف و100 ألف سنة

العصر الحجري القديم الأوسط: يمتد على الفترة بين 80 ألف و35 ألف سنة ق. م. وتعود إلى هذا العصر عدة مواقع من بينها سيدي منصور قرب قفصة وعين متهرشم قرب القصرين وعين مغطّة جنوب نصر الله من ولاية القيروان، إلا أن أهم موقعين هما: وادي العكاريت على بعد 30 كلم شمال مدينة قابس حيث عثر على كمية كبيرة من الأدوات الصوانية، وعظام حيوانات مختلفة إلا أن أهم موقع أثري يعود إلى هذه الفترة هو موقع القطّار وأهم ما كتشف فيه هو كُوم من حصى نهرية وعظام حيوانات مختلفة وشظايا صوانية في شكل مخروطي يبلغ قطره 140 صم وارتفاعه 75 صم، ويعتقد أن القصد من هذا الشكل هو إقامة طقوس دينية

امتدت الحضارة القبصية على عدة مواقع بالوسط الغربي التونسي وبالجزائر ويتراوح عمرها بين 7 آلاف و 5 آلاف سنة ق.م. وقد شهدت أول مظاهر المجتمعات الإنسانية المنظمة بالمنطقة، حيث اكتشفت آثار الصيادين الملتقطين وقد قام القبصيون، في العصر الحجري الحديث، منذ 6.500 سنة قبل الحاضر، بتدجين الخرفان الماعز والثياثل والرعي بها، فضلا عن مواصلتهم لصيد الحيوانات الأخرى، إذ يعدّ القبصيون أول الرعاة في تاريخ الإنسانية. أظهرت بعض الأبحاث أن بعض المجتمعات القبصية قامت بنوع من الزراعة البدائية.

 كما قام القبصيون، منذ 7.000 سنة قبل الحاضر، بصناعة أواني فخارية، قاموا بتطويرها في العصر الحجري الحديث، منذ 6.200 سنة قبل الحاضر، فأصبحت أواني فخارية مستدقة القاعدة: قوارير فخارية ذات شكل مخروطي بدون عرى وقدور فخارية ذات قاعدة شبه مخروطية وغيرها. كما قاموا أيضا باستعمال قشور بيض النعام في صناعة الأواني: قوارير بيضية الشكل وكؤوس وأكواب وصحون. هذا بالإضافة إلى ما وجد من صناعة أدوات حجرية من أزاميل ومناحت حادة وشفرات مختلفة الأشكال أما بالنسبة للمساكن، فقد سكن الإنسان القبصي أكواخا صنعت من أغصان الشجر، كما سكن الرعاة المغارات في الجبال

وفي حوالي 3000 أو 2000 ق.م. تسربت إلى البلاد التونسية خصائص من حضارة العهد البرنزي، وقد استعملت الحجارة الضخمة أو الغيران الصخرية التي بقيت منها آثار عديدة مثل تلك التي توجد بمنطقة مكثر بالشمال الغربي التونسي أما بشريا، فيعتبر الأمازيغ السكان الأصليين للبلاد التونسية، إلا أنها شهدت قدوم موجات بشرية أخرى نظرا لأهمية موقعها الاستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط وسهولة تضاريسها، وفي هذا الإطار قدم للفينيقيين من المشرق ويعود لهم الفضل في دخول البلاد التونسية وبقية شمال إفريقيا في فترة التاريخ بتأسيسهم لدولة قرطاج

اقام السكان الموجودون بالبلاد التونسية علاقات تجارية مع الفينيقيين منذ القرن 11 ق.م. حيث قام هؤلاء بإنشاء مرافئ لتبادل البضائع تعتمد في أغلب الأحيان على المقايضة. وتعتبر أوتيكا من أهم هذه الموانئ وكان تأسيس قرطاج كقاعدة عسكرية لحماية الموانئ التجارية على الساحل الغربي للبحر الأبيض المتوسط. وعلى إثر الإضرابات التي نشبت في فينقيا قامت مجموعة من التجّار بالفرار إلى قرطاج والاستقرار فيهاو انصهروا مع السكان الأصليين من الأمازيغ وكونوا ما يسمى بالقرطاجيين حيت شكل الأمازيغ أكتر من 70% من القرطاجيين ولكن الروايات التاريخية عن تأسيس المدينة أقرب إلى الأسطورة من الحقيقة أحيانا

تأسست مدينة قرطاج في شمال شرق تونس الحالية في سنة 814 قبل الميلاد وبداية قرطاج بعد ذلك مركزا لإمبراطورية سيطرت على شمال أفريقيا وجنوب أوروبا بمرور الزمن ضعفت الإمبراطورية التجارية الفينيقية وورثت قرطاج أمجادها ومستعمراتها وقامت بتوسيع رقعتها لتشمل جزءا كبيرا من سواحل البحر الأبيض المتوسط، ونظرا لموقعها الإستراتيجي والمُطل على حوضي المتوسط، استطاعت بسط نفوذها والسيطرة على حركة التجارة بشكل لم يكون لينال رضاء القوة العظمى آن ذلك. حيث شكل التوسع القرطاجي خطرا على مصالح ونفوذ الإغريقيين مما أدى إلى اشتباكات عسكرية بين الدولتين.

استقر الإسلام في المنطقة بعد ثلاث فتوحات متتالية عرفت مقاومة كبيرة من الأمازيغ بينما لم تُعَرّب شعوب المنطقة إلا بعد ذلك بقرون طويلة ويعود أساس تعرب المنطقة إلى وفود العائلات والقبائل العربية خاصة مع هجرة بني هلال وبني سليم من جنوب الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي محدثة بذلك توازنا ديمغرافيا جديدا عرف بغلبة العنصر العربي


كانت أولى الغزوات سنة 647م وعرفت بفتح العبادلة لان قوادها يحملون اسم عبد الله وانتهت بمقتل الحاكم البيزنطي. وقعت الحملة الثانية سنة 661م وانتهت بالسيطرة على مدينة بنزرت. أما الحملة الثالثة والحاسمة فكانت بقيادة عقبة بن نافع سنة 670م وتم فيها تأسيس مدينة القيروان والتي أصبحت فيما بعد القاعدة الأمامية للحملات اللاحقة في إفريقية والأندلس. إلا أن مقتل عقبة بن نافع سنة 683م كاد يفشل الحملة واضطر الغزاة إلى حملة رابعة ونهائية بقيادة حسان بن النعمان سنة 693م أكدت سيطرة المسلمين على إفريقية رغم مقاومة شرسة من الامازيغ بقيادة الكاهنة. وتمت السيطرة على قرطاج سنة 695م ورغم بعض الانتصارات للبربر واسترجاع البيزنطيين لقرطاج سنة 696م فإن المسلمين سيطروا بصفة نهائية على المدينة في 698م وقتلت الكاهنة في السنة نفسها.

لم تسترجع قرطاج هيبتها بعد ذلك وتم استبدالها بعد ذلك بميناء تونس القريب والذي كان مركز انطلاق للغزوات في البحر باتجاه صقلية وجنوب إيطاليا لم يكتفي الغزاة الجدد بالسيطرة على السواحل بل أتجهوا برا ونشروا عقيدتهم في صفوف البربر الذين أصبحوا من ذلك الحين رأس الحربة في الفتوحات اللاحقة وخاصة في الأندلس بقيادة طارق بن زياد.

احتوت مدينة القيروان على العديد من مراكز تعليم الإسلام إلا أن بعد إفريقية عن المشرق مهد الديانة ومركز الحكم أدى إلى انتشار الفرق الإسلامية التي لا تنتمي إلى أهل السنة وخاصة الفكر الخارجي.

ظلت القيروان عاصمة لولاية أفريقية التابعة للدولة الأموية حتى 750م ثم الدولة العباسية ولم تشهد المنطقة حكما مستقلا إلا بقيادة إبراهيم بن الأغلب مؤسس الدولة الأغلبية بقرار من هارون الرشيد سنة 800م والذي كان يريد بذلك وضع سد أمام الدويلات المنتشرة في غرب أفريقية أين انتشر الفكر الخارجي. دام حكم الأغالبة 100 سنة وازدهرت خلاله الحياة الثقافية وأصبحت القيروان مركز إشعاع كما شهدت نفس الفترة تأسيس أسطول بحري قوي لصد الهجومات الخارجية والذي مكن أسد بن الفرات لاحقا من فتح جزيرة صقلية.

سجلت الفلاحة نسبة مرتفعة مما مكن البلاد من بلوغ مستوى أمن غذائي كافي. ورغم تطور بقية قطاعات الاقتصاد التونسي فإن الفلاحة حافضت على أهمية إجتماعية واقتصادية حيث تؤمن 12% من الناتج المحلي الإجمالي وتشغل 16% من اليد العاملة سنة 2006 أهم المنتوجات الفلاحية تتمثل في الحبوب (القمح والشعير) والزيتون (رابع منتج ثالث ومصدر عالميوالتمور والقوارص وتربية الماشية ومنتوجات البحر. الدولة تتصرف في القطاع في غالبية فروعه عبر مؤسساتها ولكن تجدر الإشارة إلى ضهور مجامع خاصة خصوصاً في الصناعات الغذائية وأهمها مجموعة بولينا.

بلغ عدد سكان تونس حسب اخر تقدير نشره المعهد الوطني للإحصاء في غرة جويلية 2008 10 ملايين و500 ألفا و800 نسمة موزعين على 24 ولاية فيما يقدر عدد التونسيين بالخارج ب975 ألف نسمة حسب أرقام تعود إلى 2007.أغلب التونسيين من العرق السامي بما أن أغلب السكان من أصول أمازيغية معربةومن الأندلسيين والأتراك والصقليين الذين توافدوا على البلاد في حقبات تارخية محتلفة مع وجود بعض الزنوج. شهد عدد سكان البلاد تطورا كبيرا منذ الاستقلال بفضل تحسن مستوى المعيشة وإنخفاض نسبة وفيات الرضع إلا نسبة النمو السكاني شهدت إنخفاضا متواصلا في السنوات الأخيرة من 2,66 % عام 1975، ثم 2,58 عام 1984، ثم 1,7 عام 1994 لتبلغ 0.989% سنة 2008 وهي أقل نسبة في الوطن العربي قبل لبنان.

 يمثل المسلمون الأغلبية الساحقة من السكان مع وجود أقليات مسيحية ويهودية صغيرة قدمت فيما بعد وعاشت دائما في سلام مع المسلمين. تعتبر تونس المتوسطية تجانسا إذ يمثل المسلمون 98% من السكان مما ولد انتماءا وطنيا قويا لدى التونسيين في غياب النزعات العرقية والطائفية رغم أنه بلد متعدد الأعراق. وتركيبة السكان حاليا هي مزيج من العرب والأمازيغ والفينيقيين والأوروبيين والأتراك والأفارقة والرومان وأندلسيين. يعتبر الأمازيغ هم أول من سكن البلاد لكن المحطة الأبرز في تاريخ تونس القديم تتمثل في وفود الفينيقيين الذي قاموا بتأسيس قرطاج في القرن التاسع قبل الميلادي. سيطر الرومان على شمال أفريقيا حتى القرن الخامس الذي شهد سقوط الإمبراطورية الرومانية، بعدها قدم إلى تونس مجموعات عرقية أوروبية أهمها الوندال. وفي القرن الثامن غزو العرب المسلمون البلاد عقبها مجيئ عدد كبير من العائلات والقبائل العربية لتأخذ تركيبة البلاد منئذ شكلها الحالي. شهدت البلاد أيضا وفود آلاف الأندلسيين

الذين إلتجئوا إليها بعد طردهم من قبل المسيحيين كما عرفت ابتداءا من القرن السادس عشر استيطان عدد كبير من العائلات التركية.
تقريبا جميع التونسيين (99%) مسلمين) 85% منهم سنة من أتباع المذهب المالكي و 15% على المذهب الحنفي وهناك أقلية عبادية وهناك الصفريون مع وجود 2000 يهودي في جزيرة جربة التونسية حسب مصادر تونسية و 1500 حسب مصادر يهودية، يهود تونس العاصمة قدموا من إسبانيا في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد بعد اضطهادهم من قبل الإسبان

لكن يهود جربة قدموا من المشرق العربي بعد حرق معبدهم من قبل نبوخذ نصر قبل 2500 سنة رغم أنه لا توجد أرقام رسمية تحصي عدد المسيحيين في تونس إلى أنه يوجد حوالي 50000 مسيحي من المقيمين وهم من فرنسيي تونس وتونسيون من أصول إيطالية وفرنسية ومالطية 80% منهم كاثوليك ومن كبار السن ويقيمون بتونس العاصمة وصفاقس. وهناك عدد ضئيل من الأرثودوكس (منهم ركاب سفينة روسية رحلتهم فرنسا إلى بنزرت أثناء الحرب العالمية الثانية إضاافة إلى بعض المهاجرين من اليونان) وهناك أقلية بروتستانية تقيم بجربة

يتكلم التونسيين اللغة العربية باللهجة التونسية، وهي لهجة دخلتها العديد من الكلمات من اللغات التركية والإيطالية وبدرجة كبيرة الفرنسية، نظرا لاعتبارات تاريخها يعود إلى القرنين 18 و 19. تمتلك الإيطالية حضوراً قوياً في اللهجة التونسية من خلال مفردات يعود أصلها للمهاجرين القادمين من صقلية. حصل أهم دمج في تاريخ اللهجة التونسية عندما أضيفت كلمات أندلسية (الإسبانية حاليا) بعد طرد المورو من الأندلس بين القرنين 17 و 18.

تعتبر العربية اللغة الرسمية بينما تعد الفرنسية لغة الإدارة والأعمال بحكم الأمر الواقع. وكذا مفردات قديمة من الأمازيغية ولا زالت مناطق متعددة من تونس تتكلم الأمازيغية في مطماطة وفي جزيرة جربة (في أجيم، قلالة، سدويكش وورسيغن) وفي شنني تطاوين وفي الدويرات.


No comments:

Post a Comment